آخر المواضيع

البير كامو والفلسفه الوجوديه للموت


ترقب الموت : موت من نوع اخر معكم ألبير كامو والفلسفه الوجوديه للموت


لم أخض التجربة أبداً، لكن أقر أنني شهدت الموت البطيء لأحد أقربائي. أذكر أنه اكتشف مرضه ولا ندري كيف تدهورت حالته بعد ذلك، كيف تطورت الأمور ليصل إلى مرحلة الاحتضار حيث كان وكنا نستيقظ يومياً لنرى هل غادرته الروح فعلاً أم لا. بحكم عمله كطبيب وإيمانه بالعلم ومعرفته بالحالة كان يعلم أنه سيموت، والحق أقول إنه لم يكن خائفاً أو حزيناً. كان يتقبل كل شيء وكل المحاولات بصبر ولكنه في أعماقه كان يترقب الموت ويتعجله. كان يشعر بعبثية كل شيء. ما فائدة أن تفعل شيئاً وأنت على دراية تامه بعدم جدواه.
إحدي رسائل اصدقاء ألبير كامو إلتي بعثها إليه



المصير النهائي:
كان فيه سلسله افلام امريكيه انتاجها ضخم وقوي جدا اسمها * المصير الحتمي Final Destination*
ومن رأي السلسله او جزء منها يعرف ان كلها تدور علي حتميه الموت الموت هو المصير النهائي للي جه دوره ووقع عليه الاختيار, انت طبعا متقدرش تغير قدرك
بس وانتظارك اللي ملوش لازمه؟ ومحاولاتك للهرب؟ ومحاولاتك لغيير خططك؟ والتفكير انك ترجع بالشريط لورا عشان ترتب قرارتك من جديد
وشكل الدنيا لواحد في موقف زي ده! فكره الفيلم عامه بتناقش فكرة ترقب الموت ومحاوله الهرب منه بشتي الطرق ثم معرفه انه بيجي من اتفه الاسباب, كان بيبدأ برؤيه البطل المستقبليه لحادث كارثي يتسبب في موته مع مجموعه من اصحابه بتسلسل معين , وكان بيحاول ان يتخذ اجراء لمنع الحادث وكان بيفشل , فا بيسيب هو واصحابه مكان الحادث
والحادثه تحصل فعلا ,  وبيبدأ الموت يطارده هو واصحابه بنفس الترتيب المقدر ليهم في وقت الحادث




المدرسه الوجوديه في الفلسفه
في الواقع انا مش عارف هل قرأ كاتب الفيلم ل سارتر وكامو مثلا ففكر انه يناقش فكره خطيره زي دي اخطر من الموت ! واللي منكم قرأ لـ كامو هيعرف انه فاق كل كتاب وفلاسفه الوجوديه والعبث في التفكير في الموت , وانه كان بيملك ميول شديد للانتحار والدعوه ليه

"مقصلة" البير كامو
في كتاب "المقصلة" بيقدم البير كامو بحث وافي ودراسه مفصله عن احكام وقوانين العقاب اللي بتنص علي اعدام القاتل, مش من الناحيه القانونيه لأ من الناحيه الانسانيه وازاي اثر القانون علي المجتمع وافراده, في الكتاب تناول "كامو" بعض قصص الاعدام اللي حرفيا هزت المجتمع الفرنسي وقتها
ووصف بدقه احاسيس المحكوم عليه بالأعدام من لحظه اصدار الحكم وانتظاره للموت في مكان محدد ومغلق
لحد ما وصل لوصف مشاعره وكل ذره فيه لما عرف موعد التنفيذ!
في الكتاب كان بيلقي "كامو" اللوم علي المجتمع وازاي بشكل ما احد اطراف الجريمه اللي بيتحاكم عليها في النهايه فرد واحد ! وازاي المجتمع بيمهد للجرائم بإباحته لكثير من دواعي الانحراف والفساد , وبيفتح السبيل لجرائم كتير وكمان بيخلق الظروف اللي بتؤدي إلي الجريمه العنيفه دي
وبعدين بيرجع تاني وينكرها ويصب غضبه علي متركبيها, ويصلط الضوء علي دور المجتمع بنظامه وتقاليده وعاداته واخطائه في حدوث الجريمه , وازاي ممكن نحط قواعد شديده من غير ما نهدر كرامه البني ادم؟



في الوجوديه اعتبر كامو ان كل شئ في حياه الانسان هتكون عدمياً إذ ما شعر الفرد بعبثيه الحياه من حواليه, واتكلم كتير عن ان الوجود يسبق الماهيه , وممكن ده اللي يبرر تفكير الوجوديين كتير في الموت واسبابه ودواعيه وعلي الرغم من ان جذور واساس الوجوديه يرجع إلي ما قبل "سارتر وكامو" إلا انها انتشرت جدا اثناء الحرب العالميه التانيه لما الانسان العادي المسالم حس بالوحده والعجز بعد ما ساد الموت والدمار وحست الناس كلها فعلا بعبثيه الحياه
الموت تطور او وسائل الاعدام في التاريخ وكمان جدير بفلسفه من نوع تاني
في العصور الوسطي كان بيتم اعدام المذنبين من العامه بالتقطيع حتي الموت !!
في حين كان بيتم اعدام النبلاء ب انهم يقطعوا راسهم , الحاجه اللي تضحكك فعلا ان التفرقه او العنصريه موجوده من قبيل الازل وبتطبق حتي في المصير الحتمي لكل المخلوقات الحيه, بيطبقوه في الموت ياجدع انت متخيل !
وده اللي خلي اخترع دكتور "جلوتين" الرهيب اللي مسمينه المقصله يستحق الاحتفاء لان في الاخر الجميع تساوي بفضله في طريقه الموت سواء كانوا نبلاء او عوالم او حشاشين بقي
لكن مقصله كامو كانت من نوع تاني , كانت مقصله انسانيه عشان تخلي المجتمع المذنب الوحش في طرف واحد , لرصد مشاعر اللي مستني الموت حتي لو كان يستحقه
في الكتاب كامو مش رافض الموت ك نهايه, ولكنه رافض اهدار كرامه الانسان حتي لو كانت بتطبيق القانون .. حتي لو كانت كرامه مهدره ضمن اعراف البلد وتقاليدهم!
لحسن الحظ انه مات قبل ما يشوف اللي بيفجر نفسه ضمن مجموعه من الناس اللي ملهاش اي ذنب وبيقول علي نفسه " انا بطل " او اللي بيدبح غيره بدم بارد قدام الكاميرات وبيخلق قانون خاص مش مخلي للأنسان وجود اصلا لدرجه ان الضحيه دلوقتي مش هي اللي مستنيه الموت , لأ ده الناس اللي بتتفرج عليه فوضع استعراضي هي اللي مستنياه يموت
بقينا مستنيين الموت واحنا بنتفرج ع التلفزيون او فاتحين السوشيال ميديا , بقينا مستنيينه في كل حاجه حوالينا سواء بقي اخبار عن طعام فاسد او هوا فاسد او ميه ملوثه, شايفينه في عيون المرضه من خلال دعايات لجمع التبرعات
" الجميع الأن يترقب موته ويقف علي احد المقصله "

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

جميع الحقوق محفوظة © خزن معلوماتك

يتم التشغيل بواسطة Blogger.